انطلاقًا من نتائج المؤتمر الأول لمركز اللغة العربية، فإنه قد تم تحديد مجموعة من البرامج، منها هذا البرنامج الذي يتم من خلاله إجراء دراسة بحثية ميدانية للوقوف على جوانب ضعف مخرجات التعليم في اللغة العربية، وأسبابها، والعوامل المؤثرة في ذلك، وما يترتب على ذلك من وضع الحلول والإجراءات العلاجية، وكذلك وضع خطة وبرامج لتحقيق أكبر فائدة منها بالدول الأعضاء.
يفتقر تدريس اللغة العربية -على وجه العموم- إلى توظيف تقنيات التعليم، وإلى تحديث أساليب التدريس؛ مقارنةً بما هو مطبَّق في تدريس لغات الأمم الأخرى -الإنجليزية على سبيل المثال- ويتم من خلال هذه الورشة استعراض نماذج متميزة من تقنيات تعليم اللغات، ويشارك فيها خبراء ومختصُّون في تعليم اللغة العربية وفي تعليم اللغة الإنجليزية سعيًا للوصول إلى نماذج تطبيقية يمكن مواءمتها وتطبيقها لتسخير تقنيات التعليم الحديثة لتدريس اللغة العربية في مدارس التعليم العام بالدول الأعضاء.
وتهدف هذه الندوة إلى صياغة نموذج جديد لمنهج تعليم اللغة العربية وتعلُّمها بالمفهوم الشامل للمنهج، وذلك من خلال استعراض ودراسة وتحليل أبرز التجارب والتطبيقات المتميزة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والعالمي، ويشارك في هذه الندوة خبراء ومتخصِّصون في مختلف جوانب العمل التربوي ذات الصلة لمناهج التعليم الجديدة.
يُعَدُّ تعليم اللغة العربية -وغيرها من اللغات- في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية الركيزة الأولى لتنمية المهارات اللغوية، والنجاح في تعليم القراءة والكتابة على أُسُس سليمة مفتاح لنجاح الطالب في جميع مراحله الدراسية، والنجاح في تعليم اللغة يعتمد في المقام الأول على سلامة المعايير التي يتم اتخاذها لتقديم القدر اللازم من المهارات المناسبة في المرحلة العمرية المناسبة، مع مراعاة الفروق الفردية بطبيعة الحال.
ويأتي هذا البرنامج بغرض وضع دليل عملي ونموذج تطبيقي للمعايير العلمية والأُسُس التربوية لتعليم اللغة العربية وتعلُّمها في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية.
يأتي هذا البرنامج إيمانًا بأهمية التقويم التربوي في اتخاذ القرار في مجال التعليم عامَّةً، وفي مجال تعليم اللغة العربية خاصَّةً، وهو عبارة عن ورشة عمل يتم من خلالها استعراض وتقويم الممارسات القائمة لتقييم الطلبة في اللغة العربية؛ بهدف وضع قواعد مرجعية لأساليب تقييم الطلبة في اللغة العربية أملًا في أن تسهم هذه القواعد في تطوير الممارسات القائمة في تعليم اللغة العربية واتخاذ القرارات السليمة في هذا الجانب التربوي المهم.