الشارقة 24:
اختتم المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة مشاركته في مؤتمر مكة الدولي السادس للغة العربية وآدابها، الذي نظمه مركز إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث والنشر العلمي بمدينة مكة المكرمة.
وأقيم المؤتمر تحت عنوان: “اللغة العربية وتحديات الرقمنة”، وتواصل على مدى 3 أيام واختتم مساء أمس، وشهد حضوراً مميزاً لنخبة من الباحثين والمهتمين باللغة العربية وآدابها.
وشارك المركز بورقة بحثية قدمها الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، تحت عنوان: “إطار الاختبارات الدولية والإقليمية للغة العربية”.
تميزت مشاركة المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في المؤتمر بمناقشات ثرية وطرح رؤى مبتكرة أثرت النقاشات الأكاديمية، وأكدت أهمية الابتكار في التعليم اللغوي لمواكبة التحديات المعاصرة وخاصة في ظل الرقمنة والتطور التكنولوجي.
افتتح الدكتور الحمادي الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر، التي عُقدت برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد العضيب، مثمناً جهود المملكة العربية السعودية في دعم التعليم واللغة العربية على المستوى الدولي، كما قدم الشكر لجميع الجهات المنظمة والمشاركين والحضور على إنجاح هذا الحدث الأكاديمي.
في ورقته البحثية، أشار الحمادي إلى أهمية إطار الاختبارات الدولية والإقليمية للغة العربية، الذي يمثل خطوة مهمة لرصد التجارب العالمية والعربية في إعداد اختبارات الكفاءة في اللغة العربية وتحليل منطلقاتها ونتائجها.
وأوضح أن هذه التجارب تهدف إلى بناء منظومة معايير شاملة تخدم تعليم اللغة العربية وتعلمها، مشدداً على الدور المحوري للمركز التربوي للغة العربية في تطوير التعليم اللغوي، بدعم مستمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أسهم دعمه في تحقيق إنجازات متميزة مثل تطوير الدراسات والبحوث والشراكات الدولية ودعم مشروع المعجم التاريخي للغة العربية.
تطرقت الدراسة إلى ضرورة تصميم منظومة معايير للكفاءة اللغوية والمهام اللغوية، وإعداد وثيقة شاملة للأطر العامة والمبادئ التربوية اللازمة لبناء اختبارات دولية متخصصة. كما تضمنت تطوير نماذج اختبارات الكفاءة وتفسير نتائجها بهدف قياس القدرة على الاستيعاب واستنباط المعاني من النصوص المتنوعة.
لفت الحمادي إلى أن أهداف الاختبارات الدولية والإقليمية تتجاوز مجرد التقييم، حيث تشمل تحسين السياسات التعليمية وتقييم برامج التعليم والمناهج وتقديم أدوات فعالة لتقييم كفاءة الطلاب والمؤسسات التعليمية. وأكد على ضرورة شمول المعايير وصفاً دقيقاً للمهارات اللغوية الأربع: الاستماع، القراءة، التحدث، والكتابة.
وأشار الدكتور الحمادي إلى أهمية اختبارات الكفاءة في تحقيق عدة أهداف تعليمية ومهنية، منها تحديد مستوى المتقدمين للدراسة الجامعية أو العمل باستخدام أدوات تقيس مهاراتهم اللغوية بموضوعية. وأوضح أن تصميم هذه الاختبارات يجب أن يراعي مهارات مثل فهم النصوص، بناء استدلالات مباشرة، تفسير الأفكار، وتقييم المحتوى.
كما قدم الحمادي تصوراً دقيقاً لمكونات الاختبارات التي تركز على العناصر اللغوية مثل المفردات، القواعد، المهارات الخطابية، والتواصلية. وأشار إلى ضرورة أن تكون هذه المكونات مرتبطة بالسياق التعليمي والثقافي للغة العربية، مع الاستفادة من الأطر العالمية لتعليم اللغات.
وفي ختام ورقته البحثية، قدم الحمادي مجموعة توصيات شملت تفعيل إطار الاختبارات الدولية والإقليمية للغة العربية، ووضع آليات عملية لتطبيقها بما يعزز تطوير تعليم اللغة العربية على المستوى العالمي.
شارك المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في الاحتفالية الكبيرة التي نظمتها جامعة الدول العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عامأقيمت الفعالية في العاصمة المصرية القاهرة، وشهدت حضورًا مميزًا من مختلف الشخصيات الثقافية والأدبية والأكاديمية.
تأتي هذه المشاركة في إطار التزام المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بدوره الرائد في نشر اللغة العربية، وتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الدول العربية، بما يسهم في حفظ التراث اللغوي والثقافي للأمة العربية.
تخللت الاحتفالية العديد من الفعاليات والنشاطات التي سلطت الضوء على أهمية اللغة العربية في تعزيز الهوية الثقافية والحضارية، ودورها الكبير في مجالات الإبداع والابتكار.
ألقى الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز كلمة أشار فيها إلى الدور الحيوي الذي يلعبه المركز في نشر وتعزيز اللغة العربية في المنطقة الخليجية، وجهوده المستمرة في تطوير مناهج تعليم اللغة العربية واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتسهيل تعلمها.
وأشار الدكتور الحمادي في كلمته إلى شعار هذا العام للاحتفالية “اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي”، مؤكداً على أهمية التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على التراث الثقافي العريق للغة العربية. وأكد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة فريدة لتطوير وسائل تعليم اللغة العربية وجعلها أكثر سهولة وجاذبية للمتعلمين في جميع أنحاء العالم.
كما أشار إلى أن اللغة العربية، التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا وهويتنا، تحتاج إلى دعم مستمر من كافة المؤسسات العربية، وأنتم في جامعة الدول العربية تقومون بدور رائد في هذا المجال. وإن ما تقدمه الجامعة من مبادرات وبرامج تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في مختلف المحافل الدولية، وتدعيم مكانتها في مجالات التعليم، والإعلام، والثقافة، هو أمر يعكس الالتزام العميق بالهوية الثقافية للعالم العربي. ونحن نثمّن عاليًا هذه الجهود التي تسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب العربية، وتوطيد أواصر الوحدة بينها.
كما أن الحفاظ على اللغة العربية ليس مجرد حفاظ على لسان الأمة العربية، بل هو حفاظ على تاريخنا، وعاداتنا، وقيمنا، وهويتنا الحضارية التي تمتد عبر العصور. ومن خلال هذه الجهود المستمرة من قِبل جامعة الدول العربية، نرى أن اللغة العربية ستظل حية، نابضة، وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
استعرض الحمادي جهود المركز التربوي للغة العربية في مجال تطوير تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخر.
وفي لفتة تعبر عن التقدير والشكر، قام المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بإهداء درع تكريمي لجامعة الدول العربية، تقديرًا لجهودها المستمرة في دعم اللغة العربية والمحافظة على مكانتها. وقد تسلم الدرع الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي أعرب عن امتنانه العميق لهذه المبادرة، مؤكداً على أهمية التعاون المستمر بين المؤسسات التعليمية والثقافية لتعزيز مكانة اللغة العربية على المستوى العالمي.
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أقيمت فعاليات احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، التي نظمها المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة بمقره صباح اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
جاء تنظيم الاحتفالية السنوي تلبيةً لتوجيهات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، والخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية “أرابيا”، وفي إطار تطلعات القيادات الرشيدة نحو تنظيم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بما يليق بمكانة اللغة العربية ومدلولاتها الحضارية.
بدأت فعاليات الاحتفالية بتلاوة السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، ليعقب ذلك كلمة لسعادة الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، الذي رحب بالحضور وأشاد بجهود القيادات الخليجية الرشيدة في تعزيز مكانة اللغة العربية وحمايتها، والتي تجسدت في تأسيس المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة تلبيةً لتوجيهاتهم السديدة.
كما أثنى الحمادي على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة بشكل خاص في المبادرات الرائدة التي تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية والنهوض بها.
وتحدث الحمادي عن جهود دولة الإمارات في رعاية مبادرات اللغة العربية، قائلًا: “في هذا اليوم، نقف أمام جهود دولة الإمارات السباقة والمتميزة في النهوض باللغة العربية، وذلك من خلال حزمة من المبادرات النوعية الهادفة إلى الحفاظ على اللغة العربية، والتي تبوأت من خلالها الإمارات مكانة مرموقة في مقدمة الدول في إطار الجهود الرامية لإعادة هيبة اللغة العربية ومكانتها التاريخية في مجال العلوم والمعرفة والتواصل الحضاري”.
وأضاف الحمادي أنه لا يمكن إغفال إسهامات صاحب السمو حاكم الشارقة، في خدمة اللغة العربية، مشيراً إلى العديد من المؤسسات التي أنشأها سموه لحمايتها، بالإضافة إلى مشروع المعجم التاريخي للغة العربية.
كما أعلن الحمادي عن الإصدارات الجديدة للمركز لهذا العام 2024، والتي تهدف إلى تطوير الاختبارات الدولية والإقليمية للغة العربية، والتي تهدف إلى تحديد مستوى الطلاب في مهارات اللغة المختلفة مثل الاستماع، التحدث، القراءة، والكتابة، وكذلك في علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة والهدف من هذه الاختبارات هو تحسين التعليم والتعلم في اللغة العربية وتطوير مناهجها بما يتماشى مع التطورات المعاصرة.
عقب كلمة الحمادي، شاهد الحضور عرضاً مرئياً أعده المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، والذي استعرض إنجازات المركز خلال الدورة الحالية من مؤتمرات وبرامج تدريبية وبحوث ودراسات، بالإضافة إلى مسابقات طلابية في الشعر والقصة والرواية.
تضمن برنامج الاحتفالية كلمة من سعادة الدكتور عبد العزيز عبد الرحمن المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، الذي أكد في كلمته أهمية الحفاظ على التراث الثقافي العربي وتطويره بما يتماشى مع التطورات المعاصرة. كما شدد على ضرورة تعزيز الوعي الثقافي باللغة العربية ودورها في توثيق الهوية العربية.
وفي كلمته، تحدث سعادة الدكتور محمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، عن أهمية اللغة العربية في نقل العلوم والمعرفة والثقافة، مشيراً إلى جهود المجمع في الحفاظ على سلامة اللغة وتطويرها في مختلف المجالات. وأضاف أن المجمع يسعى دائماً إلى دعم المشاريع التي تعزز مكانة اللغة العربية على الصعيدين المحلي والدولي.
بعد ذلك، تم عرض مرئي بعنوان “حكاية اليوم العالمي للغة العربية”، من إعداد المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.
واختتمت الفعالية بتكريم المشاركين في برنامج الاحتفالية والندوة التي نظمها المركز تحت عنوان “اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي”، حيث شارك في الندوة عدد من الخبراء في اللغة العربية والتراث والثقافة، منهم سعادة الدكتور عبد العزيز عبد الرحمن المسلم، وسعادة الدكتور محمد صافي المستغانمي، وسعادة الأستاذ الدكتور فوزي الغزالي، عميد كلية الآداب واللغات بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وسعادة الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد اللطيف الخطيب من جامعة الملك فيصل، وسعادة الدكتور حسام الدين سمير عبد العال من جامعة محمد بن زايد.
كما تضمن البرنامج معرضاً مصاحباً للمخطوطات في مجال اللغة العربية بالتعاون مع مركز المخطوطات الإسلامية بالشارقة، حيث تم عرض أهم مخطوطات علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وأدب.
وتم تكريم مركز المخطوطات الإسلامية بالشارقة على مشاركتهم في المعرض، حيث قدم المركز درعاً تذكارياً إلى سعادة الأستاذ سعيد المعداوي، تقديراً لمساهمتهم الفعالة في الاحتفالية.
وشهد المؤتمر تقديم العديد من المشروعات والمداخلات العلمية، من أبرزها مشروعات معاجم متخصصة في الاقتصاد والمحاسبة والقانون، إلى جانب حلقات نقاشية تناولت تجارب الباحثين في توظيف المصطلحات العلمية والتقنية في مختلف التخصصات.
وقدم الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، خلال المؤتمر، مقترحاً لتنفيذ دراسة بعنوان “الإطار المرجعي الموحد للترجمة والتعريب”، ليكون مرجعاً شاملاً يوجه السياسات والخطط المستقبلية في هذا المجال.
وأكد الحمادي أن هذا الإطار يهدف إلى تحقيق الريادة والجودة في الترجمة والتعريب من خلال تشكيل لجنة مختصة تضم خبراء من منظمات ومؤسسات إقليمية وعربية، للإسهام بخبراتهم ورؤاهم في وضع هذا الإطار الموحد.
وأشار الحمادي إلى أهمية هذه الجهود في تعزيز مكانة اللغة العربية كمصدر للعلم والمعرفة، وتوحيد المصطلحات لضمان استخدامها الفعّال في المجالات التخصصية.
كما شدد على ضرورة تطوير التعاون بين المؤسسات الإقليمية لتعزيز التكامل في دعم اللغة العربية بوصفها ركيزة أساسية للهوية الثقافية والحضارية.
استعرض الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، خلال ندوة قدمها ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الجهود التي يبذلها المركز لدعم اللغة العربية وتطوير تعليمها بالدول الخليجية، والإصدارات والبرامج البحثية والتعليمية التي يقدمها المركز.
أكد الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، خلال ندوة قدمها ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، على أهمية الجهود التي يبذلها المركز لدعم اللغة العربية وتطوير تعليمها في الدول الخليجية، مستعرضاً الإصدارات والبرامج البحثية والتعليمية التي يقدمها المركز في إطار استراتيجيته الشاملة لتحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب وتعزيز الهوية العربية.شهدت الندوة حضوراً كبيراً من زوار المعرض وتفاعلاً إيجابياً من الجمهور، واستعرض الندوة جهود المركز في ثلاثة محاور رئيسة، شملت مجال الدراسات والبحوث، تنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات، وأخيرًا مجال التدريب المتخصص.
وأوضح عيسى صالح الحمادي في الندوة التي عقدت بجناح الملتقى، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس، أن المركز يعمل وفق خطة مدروسة تتماشى مع استراتيجية مكتب التربية العربي لدول الخليج، وتهدف إلى رفع مستوى اللغة العربية وتعليمها بأساليب حديثة تُعنى بتمكين الطلاب من لغتهم الأم وتطوير قدراتهم الفكرية واللغوية، كما أشار إلى أن مناهج اللغة العربية تُعد أساساً جوهرياً في بناء شخصية الطالب وتحصينه ضد التأثيرات الخارجية، مما يحفزه على التفكير النقدي والابتكار والاعتزاز بهويته الثقافية.
واستعرض الحمادي مجموعة من الإصدارات المميزة التي نشرها المركز في السنوات الأخيرة، والتي تُعد أدوات أساسية لمعلمي اللغة العربية والمدارس، ومن أبرزها “معايير تعليم اللغة العربية للصفوف الأولى”، و”معايير تعليم اللغة العربية للصفوف 4-6″، وصولاً إلى “معايير تعليم اللغة العربية للصفوف 10-12″، حيث تُغطي هذه الإصدارات مختلف المراحل الدراسية وتقدم معايير واضحة ودلائل تفسيرية تساعد على تحسين مستوى تعليم اللغة العربية، وأوضح أن هذه الإصدارات تستند إلى أسس تربوية ومعايير دولية، وتوفر إطاراً شاملاً يُمَكِّن المعلمين من تقييم أداء الطلاب بطريقة علمية وموضوعية.
من جانبه، تناول الأستاذ عادل وهيب مدير إدارة البرنامج في المركز جهود المركز في تصميم برامج تدريبية تهدف إلى رفع كفاءة معلمي اللغة العربية، حيث أعد المركز عدة برامج متخصصة مثل “استراتيجيات تعليم القراءة” و”صعوبات تعليم القراءة في الصفوف الأولى”، إضافة إلى برامج حول التقنيات الحديثة في تعليم اللغة، وأكد وهيب على دور هذه البرامج في توفير أدوات عملية لمعلمي اللغة العربية لمساعدتهم في مواجهة تحديات التعليم اللغوي وتعزيز قدراتهم التدريسية بما يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي تواصلت جلسات ملتقى الشارقة الثقافي “يازمان الوصل” الذي ينظمه المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة خلال الفترة من 15 إلى 20 من شهر أكتوبر الجاري، وكانت الجلسة الأولى لليوم الثاني للملتقى في مجلس الحيرة الأدبي بعنوان “الأمن الفكري ودوره في حفظ الهوية الوطنية والإسلامية”، قدمها الدكتور مأمون عبد الكريم، أستاذ الآثار ونائب عميد كلية الآداب في جامعة الشارقة، والدكتورة مريم سلطان لوتاه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، وأدارت الحوار الأديبة عائشة العاجل، وتضمن الحوار عدة محاور منها مفهوم الأمن الفكري والهوية، وأبعاده وأهمية إرساء الأمن الفكري، ودور الأسرة في تعزيزه.
الهوية والقيم الوطنية
وتحدث الدكتور مأمون عبد الكريم قائلاً:
إن تقوية التلاحم بين الهويتين الوطنية والإسلامية يكون من خلال العمل على وضع استراتيجيات تدمج القيم الوطنية والإسلامية بالمجالات العديدة في المجتمع، السياسية، التعليمية، الاجتماعية، الثقافية، وتؤثر فيها وتعمل على تنميتها وتطويرها من خلال وضع سياسات حكومية شاملة تراعي التنوع الديني والثقافي. إضافة إلى وضع برامج التوعية والتعليم لكل فئات المجتمع وتضمين مفهوم الهوية الوطنية والإسلامية في المناهج الدراسية ووضع برامج توعوية للشباب والكبار تعزز من دورهم في المشاركة المجتمعية كما تسهم تلك الاستراتيجيات في تعزيز دور المؤسسات الدينية في فهم القيم الوطنية والإسلامية كالتسامح والتعايش والتعاون والاعتدال من خلال تنظيم فعاليات تعزز من التماسك الاجتماعي، وأخيراً دعم الأبحاث والدراسات في المؤسسات البحثية والعلمية التي تعزز من التلاحم بين الهوية الوطنية والإسلامية وتماسك المجتمعات.
دور الأسرة والمؤسسات التعليمة
وأكدت د.مريم لوتاه على هذا حيث قالت:
عند الحديث عن الأمن الفكري وعلاقته بالحفاظ على أمن المجتمع والدولة، لابد من الإشارة بداية إلى أن طرح هذا الموضوع قديم ومتجدد في ذات الوقت، فقد عنيت المجتمعات منذ القدم بالحفاظ على معتقداتها، ومحاولة الوقوف ضد كل فكر جديد قد يهدد تلك المعتقدات، وقد يخل بالتوازنات المجتمعية، ولنا في القصص القرآني، وفي تجارب المجتمعات العديد من الأمثلة على ذلك.
وأضافت موضحة:
العولمة الثقافية والاقتصادية والسياسية تمثل تحدياً للدول والمجتمعات، وهي في ذات الوقت تمثل واقعاً سياسياً علينا أن نتعامل معه دولاً ومجتمعات، إذ لا يمكن لأي دولة فرض سياج يحميها من اختراق قوى العولمة، ولكنها في ذات الوقت قادرة على تعزيز ثقافة المجتمع وهويته الوطنية، خاصة لدى فئة الشباب عبر عمليات التنشئة الواعية لجعل الجيل أكثر حصانة من الناحية الفكرية، وأكثر قدرة على الانفتاح على الثقافات الأخرى والتفاعل الإيجابي مع معطيات العولمة.
وفي ظل اختراق قوى العولمة تتضاعف مسؤولية الأسرة في تعزيز ثقافة المجتمع وهويته الوطنية لدى النشء ليكون أكثر قدرة على التكيف مع محيطه الاجتماعي من جهة، وأكثر صلابة في مواجهة التحديات الثقافية التي تطرحها العولمة بكل أبعادها.
وختمت حديثها قائلة:
وتتحمل المؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية والمؤسسة الدينية الجانب الأكبر من المسؤولية تجاه تحصين النشء من خلال تعزيز ثقافته العربية وهويته الوطنية عبر المنهج الدراسي والأنشطة المدرسية وما يحمله المدرس من قيم وتوجهات، وعبر المادة الإعلامية المقدمة، وعبر الخطاب الديني، إذ لابد أن تتضافر جهود هذه المؤسسات من أجل الحفاظ على ثقافة المجتمع وهويته الوطنية، باعتبارها شرطاً أساسياً لتحقيق الأمن الفكري للمجتمع ضد أي اختراق خارجي.
اللغة العربية من أقدم اللغات
ومن ثم عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان “قراءة في محتوى خطاب حاكم الشارقة عن العرب ولغتهم، قدمها الدكتور عيسى الحمادي، وأدارت الحوار الأديبة عائشة العاجل، وتعمق د.الحمادي في قراءة محتوى خطاب حاكم الشارقة، حيث أشار إلى أهم النقاط التي تناولها الخطاب، وهي أن العربية أصل كل اللغات، ووجوب تصحيح الأخطاء لدى الدارسين.
وأشار الخطاب إلى المَوطِن الأصلي للُّغة العربية، وقدَّم تأصيلًا واضحًا لكون العربية لغة ربانية، وأوضح الخطاب الشروع في تدشين معجم (لغات العالم) من منطلَق أن اللغة العربية أصلُ لغاتِ العالم.ِ
وتتناول القراءة الحالية لخطاب صاحب السمو المرتكَزات التالية:
المنطلقات، والأُسُس، والأصول الثابتة والدليل المرجعي.
وتطرح كلمة سُمُوِّه السؤال التالي: هل نشأت اللغة اصطلاحيًّا؟ أي اتفق الناس عليها، ويرتبط به سؤالان: كيف اتفقوا؟ وبأي وسيلة تفاهموا؟ أو أنَّ مَنشأها الإلهام من الله؟ وهذا هو الأقرب؛ بدليل قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) سواء أكان العِلْم بالتلقين، أَمْ بإلقاء عِلْم في نفس آدم عليه السلام، فالله علَّم آدم اللغة، ولغة آدم هي لغة الأرض، وهي لغة الشَّعْب الأول من أبنائه؛ لأنَّ أهل الأرض كلهم من أبنائه، وبديهيٌّ أن يكون آدم قد علَّم لغتَه لأبنائه، يترتب على هذا الاستقراء أن لغات العالَم هي لهجات انبثقت من تلك اللغة.
وأضاف موضحاً: يُشير الواقع والمعطيات إلى أن اللغةَ العربيةَ أقدمُ من اللغة الإنجليزية؛ بدليل تشابُه المصطلحات، والمسمَّيات بين اللغتين، وكذلك الإسبانية والبرتغالية، والإيطالية، وتُشير الأبحاثُ إلى أن ربع كلمات اللغة الإسبانية أصلها عربيّ، وأن ثلاثة آلاف كلمة عربية في اللغة البرتغالية، وتُشير نتائجُ دراسة حديثة إلى أن العبرية لهجة عربية عاميَّة، وما يدعم ذلك ما أشار به الباحثون حول اللغة العربية، ومنهم على سبيل المثال بيير روسي الباحث الفرنسي، الذي قال: “إن العربية أُمّ اللغات”.
استعرض المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج خلال اجتماعه الافتراضي الثاني لمسؤولي الأجهزة المتناظِرة في مجال اللُّغة العربيَّة أداء المركز وخططه وبرامجه المقبلة والاطلاع على أفضل الممارَسات الحديثة المطبَّقة بالدول الأعضاء في مجال تطوير تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها.
وناقش الاجتماع ــ الذي عقد برئاسة سعادة الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز بحضور ممثلي الدول الأعضاء ــ وَضْع إجراءات وآليات لتفعيل نواتج المركز ووضع آلية لإفادة الدول الأعضاء منها وتبادُل الخبرات والتجارب التربويَّة وأفضل الممارَسات الحديثة بين الدول الأعضاء في مجال تطوير تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها بالإضافة إلى دراسة واقع المَيْدان التربويّ في تطوير تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها والتعرّف على التحديات واقتراح الحلول والمبادَرات.
وقدم عيسى الحمادي عرضاً حول سير العمل في برامج المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة متضمنا البرامج المعتمدة للدورة الحالية 2023/2024 والأنشطة والبرامج الإضافية وكذلك مقترح برامج المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج للدورة القادمة 2026/2025 بالإضافة إصدارات المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج البرامج.
المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج يشارك في ندوة بالمؤتمر الدولي العاشر للغة العربية – دبي تحت عنوان: “حوار مفتوح مع رؤساء وأمناء مجامع ومراكز اللغة العربية حول الأمن الوطني واللغوي في الوطن العربي، بمشاركة سعادة/ الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز بورقة بعنوان: “العلاقة بين الأمن الوطني والأمن اللغوي”، وذلك يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024م.
حاكم الشارقة يشهد انطلاق أعمال الملتقى الدولي الثالث لمعلّمي العربية
الشارقة: «الخليج»
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس السبت، انطلاق الملتقى الدولي الثالث لمعلمي اللغة العربية الذي تنظمه هيئة الشارقة للتعليم الخاص بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للتعليم تحت شعار «نماءٌ وانتماء: الاستثمار اللغوي.. آفاقٌ واعدة وأداة ابتكار»، وذلك في مقر الأكاديمية بالمدينة الجامعية.
يهدف الملتقى، الذي يستمر حتى اليوم الأحد، إلى استعراض التجارب التعليمية المتميزة في تدريس اللغة العربية وموادها على المستويين المحلي والدولي، وبحث سبل الاستثمار الأمثل لوسائل التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة بطرق مبتكرة وفريدة.
استهل حفل الافتتاح بآياتٍ بينات من القرآن الكريم، تلاها السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم ألقت الدكتورة محدّثة الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، ورئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم، كلمةً تقدمت فيها بالشكر والعرفان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على تشريفه حفل افتتاح الملتقى، الذي يصادف اليوم العالمي للمعلم، واهتمام ودعم سموه اللامحدود للغة العربية وبرامج تطوير تعليمها وتعلمها.
وألقى الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، كلمة أشار فيها إلى أهمية محاور الملتقى، حيث إن العالم يشهد ثورة تكنولوجية هائلة يقودها الذكاء الاصطناعي، لذا لا يمكن أن يكون تعليم العربية بمعزل عنه، ويمكن تحويل ما يراه كثيرون من تحدياتٍ ماثلة أمام تعليم اللغة العربية إلى فرصٍ في تيسير هذا التعليم، كتصويب القراءة والنصوص للناطقين بها وبغيرها، ليكونوا قادرين على التعامل مع النصوص الشعرية والنثرية تذوقاً ودراسة.
وأضاف الدكتور عيسى الحمادي لافتاً إلى أهمية تعلُّم العربية في عصر الذكاء الاصطناعي، موجزاً ذلك في أن التطور التكنولوجي المستمر يعتمد على اللغات الطبيعية في التفاعل، واللغة العربية هي أولى تلك اللغات، كما أنها لغة تواصل وتفاهم تساعد في الفهم والتفاهم بشكل أفضل، وكذلك في مجال الترجمة والمحتوى: حيث إن تعلم العربية سيساعد في ترجمة المحتوى وإنشاء محتوى جديد، إلى جانب التطور المهني في سوق العمل: حيث أن معرفة العربية هي ميزة تنافسية، على اعتبار أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى محتوى متعدد اللغات، والعربية أولى اللغات دِقةً وبياناً.
ودعا مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة إلى تكاتف وتضافر جهود الجهات والمؤسسات ذات الاختصاص، في العمل على توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير تعليم العربية، موضحاً أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات تعليم العربية مثل تطوير مفردات وتعبيرات يومية واصطلاحية، وكذلك في تحسين سرعة الأداء ودقة التحقيق في تعلم العربية.
أعلن المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج ومقره الشارقة، عن إطلاق حزمة من البرامج التدريبية المجانية عن بُعد، لذوي الاختصاص في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، حول الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، بعنوان “تأليف، وتعليم، وتدريب”- “إمتاع” في أنحاء المعمورة.
وتتوافق هذه الحزمة، مع المعايير العالمية، وتلبي احتياجات العاملين في هذا المجال، حيث يُعد الإطار المرجعي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى “إمتاع”، الأول من نوعه في هذا المجال.
وتسعى هذه الدورات، إلى توضيح المعايير العلمية لإعداد المواد والمناهج، وتصميم الأنشطة والتدريبات اللغوية بما يحقق النواتج المطلوبة، وتقديم ممارسات تطبيقية على أدوات التقويم الحديثة.
ويتواصل البرنامج في يوم الجمعة من كل أسبوع، وذلك حتى الثاني والعشرين من شهر نوفمبر المقبل، ويشتمل على 40 ساعة تدريبية موزعة على 10 أيام، ويقوم بتنفيذ هذه الدورات الأستاذ الدكتور علي عبد المحسن الحيبي، أستاذ مناهج وطرق تدريس اللغة العربية.
وتستهدف هذه البرامج التدريبية، الباحثين ومُعِدّي المناهج والمُوَجِّهين ومعلمي اللغة العربية والمدربين، وتهدف إلى تقديم تطبيقات عملية حول الإطار المرجعي في عشرة موضوعات رئيسة تشمل: مكونات الإطار المرجعي وموقفه من بعض القضايا والتطلعات المرتقبة، المستويات اللغوية لتعليم العربية على ضوء إطار إمتاع، تأليف المواد التعليمية، التخطيط للتدريس، واستراتيجيات تدريس عناصر اللغة العربية ومهاراتها.
كما تتناول البرامج، التقويم اللغوي وتوظيف التقنية في التدريس، بالإضافة إلى المستويات المعيارية لمعلمي اللغة العربية وبناء برامج تدريبهم، وتعليم اللغة العربية للفئات الأولى بالاهتمام.
وتهدف هذه البرامج، إلى تمكين الملتحقين بها من المهارات الرئيسة في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، وتعريفهم بمكونات الإطار المرجعي، والمستويات اللغوية لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، وتشمل متطلبات تأليف الكتب والسلاسل التعليمية، وتحليل محتوى دروس اللغة العربية، وصياغة مخرجات التعلم، واختيار الوسائل التعليمية، وتحديد استراتيجيات التدريس المناسبة.