كلمة مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج

director-image

سعادة الدكتور/ عيسى صالح الحمادي



برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة -يحفظه الله ويرعاه-، ومن عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، والعاصمة العالمية للكتاب، احتفلت الشارقة بميلاد صرح خليجي لغوي جديد مُمَرَّدٍ من قوارير الحروف العربية ومدلولاتها الحضارية؛ حيث افتتح صاحب السمو، حاكم الشارقة -يحفظه الله ويرعاه- المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، وهو أحد أجهزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في مقره الجديد، وذلك في مدينة الجمال والعلوم، المدينة الجامعية بالشارقة، ذلك المكان الذي تتباهى الشارقة بمعالمه العلمية والثقافية والتربوية، حتى أصبحت أيقونة العلوم، واكتست بإكليل الثقافة العربية والإسلامية؛ حيث أُقِيمَ هذا الحفل البهيج احتفاءً بلغة الحياة، وبِرًّا بأم اللغات، وتتويجًا لصاحبة الجلالة الضاد، وعشقًا لأميرة اللسانيات التي تربَّعت على عرش العلم والثقافات خلال القرون الماضيات.

وقد جاء تأسيس هذا المركز المبارك في الشارقة كمركز متخصِّص في تطوير تعليم اللغة العربية وتعلُّمها؛ إيمانًا من قياداتنا الخليجية، وتلبية لطموحات مجتمعاتنا العربية بضرورة تطوير تعليم اللغة العربية لأبنائنا الطلبة؛ فلغة أيِّ قومٍ هي عنوان قوتهم وضعفهم؛ حيث تَقْوَى إذا قوي أهلها، وتضعف إذا ضعفوا، وذلك لأنها إحدى أدوات الهوية الوطنية والعربية والإسلامية.

ولأن اللغة العربية أمانة تناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل؛ فقد سخَّر الله -تعالى- في كل زمن من يحمل همَّها، ويسهر على صَوْنِها؛ لذا فقد سخَّر الله لخدمتها في هذا الزمن راعي العلم والثقافة، صاحب السمو، حاكم الشارقة – يحفظه الله ويرعاه- الذي أجزل في عطائها، وبادر إلى رعايتها ودعمها، حتى أصبحت الشارقة مقر امتياز للغة العربية باحتضانها للعديد من المؤسَّسات المتنوعة في مجال خدمة اللغة العربية، وتتجلَّى جهودها على المستوى العالمي في (جائزة الألكسو الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية)؛ حيث يتم تتويج الفائزين بها في احتفالية اليونسكو لليوم العالمي للغة العربية برعاية كريمة من صاحب السمو، حاكم الشارقة -يحفظه الله-، بالإضافة إلى رعاية المشروع اللغوي الضخم وهو (المعجم التاريخي للغة العربية) من خلال مجمع اللغة العربية في الشارقة.
وسعيًا إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021م التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات مقر امتياز في اللغة العربية، وذلك طبقًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -يحفظه الله ويرعاه- من خلال حزمة من المبادرات النوعية الهادفة إلى الحفاظ على اللغة العربية، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي -يحفظه الله ويرعاه- والتي تتمثَّل في العديد من البرامج والفعاليات والجوائز حتى تبوَّأت الإمارات مكانة مرموقة في مقدمة الدول، وذلك في إطار الجهود الرامية للنهوض باللغة العربية، وإعادة هيبتها ومكانتها التاريخية في مجال العلوم والمعرفة والتواصل الحضاري.

ويقف الاعتزاز باللغة العربية على رأس أولويات واهتمامات مكتب التربية العربي لدول الخليج لخدمة لغتنا الجميلة، وفي إطار سعي المركز التربوي إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تطوير تعليم اللغة العربية وتعلُّمها؛ فقد نفَّذ المركز منذ انطلاقته بالشارقة عام 2013م العديد من البرامج المتنوعة في الدورة الحالية، والدورات الماضية، لتطوير سياسات واستراتيجيات تعليم اللغة العربية وتعلُّمها؛ كدورات تدريبية، ملتقيات، ومؤتمرات كما أصدر المركز العديد من الدراسات والبحوث على المستوى الإقليمي.

ولأن اللغة العربية تحتاج إلى تضافر الجهود المجتمعية التي تجعل منها قاسمًا مشتركًا، كان لا بد من أن نقوم جميعًا على العمل -وفي وقت واحد بكافة المجالات التعليمية والإعلامية والمؤسَّساتية وعلى جميع المستويات- لبذل الجهد والعطاء، وتقديم الرعاية لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلُّمها وحمايتها.

وختامًا، نُجَدِّد الشكر والتقدير والامتنان إلى صاحب السمو، حاكم الشارقة -يحفظه الله ويرعاه- على مكرمته السامية بإهدائه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج مبنى مستقلًّا بكافة تجهيزاته في مقرِّه الجديد بالمدينة الجامعية في الشارقة؛ ليكون أحد الصروح اللغوية الجديدة في هذه الإمارة الباسمة، إمارة العلم والثقافة، وأيقونة اللغة العربية.


راسلنا
كيف يمكننا مساعدتك؟
مرحبًا بكم في المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج
مواعيد العمل في المركز: من الإثنين إلى الخميس – من الساعة 7:30ص إلى 02:30م